موضوع: حديقة ماجوريل، الإثنين نوفمبر 05, 2007 10:35 pm
تعتبر حديقة ماجوريل، اليوم، إحدى أهم معالم مراكش السياحية، وهي سميت كذلك نسبة إلى الرسام الفرنسي جاك ماجوريل، الذي ولد في مدينة نانسي الفرنسية عام 1886، وهو ابن مصمم الأثاث المشهور لويس ماجوريل.
حلّ جاك ماجوريل بمراكش لأول مرة عام 1919، حيث وجد السحر الملائم ليواصل مهنته كرسام. ولما حصل على قطعة أرضية عام 1924 عمل على إقامة الحديقة المعروفة اليوم بحديقة ماجوريل، والتي تم افتتاحها عام 1947 لاستقبال الزائرين.
تعتبر حديقة ماجوريل، برأي الكثيرين، من أكثر الحدائق سحراً، حيث يجدون فيها مكاناً للتعبير الفريد والقوة الروحية الخلاقة، من جهة أنها تزخر بثروة هائلة من نباتات تم تجميعها من القارات الخمس، تتجاور فيها أشجار النخيل والصبار والخيزران ونباتات نادرة أخرى تختصر العالم في حديقة
.
ينقلك التجول بالحديقة عبر تشكيلة متنوعة من المسالك المفتوحة على مشاهدات رائعة هي أهم ما يميز الحديقة الواقعة على مقربة من باب دكالة وشارع علال الفاسي. الزنبق المائي واللوتس والبردي وغيرها من النباتات المائية، تنمو في أحواض الماء الصافي، فيما الكراسي تؤثث للمكان. بما يضمن الجلوس والاستمتاع الكامل بجمالية المكان وروعة اللحظة.
وكان جاك ماجوريل قد قام في نهاية الثلاثينيات من القرن الماضي بصباغة مباني الحديقة بلون أزرق ناصع: أزرق ماجوريل. لكن أزرق ماجوريل ليس اللون الوحيد الذي تتلون به الحديقة، فهناك ألوان أخرى تتناسق وتتجاور ما بين الأصفر والأخضر وغيرها، غير أنها تتميز بكونها ألوانا تخص الحديقة وتتميز بها، حتى أننا يمكن أن نطلق عليها أصفر ماجوريل وأخضر ماجوريل، مثلاً، زيادة في التنويع والتأكيد على استثنائية وجمالية الألوان التي تزين الحديقة وترتب لها.
بعد فترة من موت جاك ماجوريل، إثر تعرضه لحادثة سير عام 1962، سيقوم إيف سان لوران، وبيير بيرجيه بتملك الحديقة، حيث سيعملان على ضمان استمرارها فضاءً مفعماً بالحياة، أما المرسم الذي بناه ماجوريل لنفسه عام 1931 فقد صار اليوم يحمل اسم متحف الفن الإسلامي، وهو يوجد داخل الحديقة.
زوار الحديقة هم في معظمهم من زوار مراكش. سياح أوروبيون وأميركيون، بالأساس. المغاربة لا يزورون الحديقة إلا نادراً. هناك من يرجع السبب إلى ثمن الدخول المحدد بـ30 درهماً )4 دولارات التي قد تضاف إليها 15 درهماً )دولار ونصف(، كمقابل لزيارة متحف الفن الإسلامي.
سائحة فرنسية، قالت لـ«الشرق الأوسط» إنها سمعت كثيراً عن الحديقة، ولذلك برمجتها ضمن زيارتها لمدينة مراكش. ورأت أن قيمة الحديقة تبرز في قدرتها على الاستمرار وإمتاع السياح بمشاهدات أخرى تنوع لزيارتهم لمراكش، حيث ينتقل السائح من المآثر التاريخية بذكرياتها وبهائها إلى أسواق مراكش، وسحر ساحة جامع الفنا، ليجد نفسه داخل فضاء كله خضرة ومتعة تنقل لمشاهدات يخيل إليك معها كما لو أنك تتمشَّى عبر تفاصيل لوحة فنية بألوانها وشكلها وإطارها.
داخل الحديقة، هناك أيضاً محل لعرض وبيع المصنوعات التقليدية، التي تأخذ طابعا وشكلا ولونا يؤرخ لزيارة حديقة استقبلت نباتات العالم، فمكنت مراكش من هامش آخر لإمتاع زوار صاروا يتوافدون عليها من مختلف الجغرافيات واللغات والديانات والأعراق.